للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم تبق منهم كفورا دون مرقبة ... مطالعا منك حتفا غير منفصل

كما بزاتك لم تترك بأرضهم ... وحشا يفرّ ولا طيرا بلا وجل

وكان كثير الصّيد، ومتردّد الغارات.

مناقبه في الدين: قالوا: لما أنشده أبو عبد الله الرّصافي في القصيدة التي مطلعها «١» : [الكامل]

لمحلّك التّرفيع والتّعظيم ... ولوجهك التّقديس والتّكريم

حلف ألّا يسمعها، وقال: عليّ جائزتك، لكنّ طباعي لا تحتمل مثل هذا، فقال الرّصافي: ومن مثلك؟ ومن يستحق ذلك في الوقت غيرك؟ فقال له: دعني من خداعك أنا وما أعلمه عن نفسي.

شعره: أنشده صاحب «الطالع» «٢» ، ولا يذكر له غيره «٣» : [الطويل]

فلا تظهرن ما كان في الصّدر كامنا ... ولا تركبن بالغيظ في مركب وعر

ولا تبحثن في عذر من جاء تائبا ... فليس كريما من يباحث في عذر «٤»

وولي من الأعمال للموحدين كثيرا، كمختص حضرة مراكش، ودار السلاح، وسلا، وإشبيلية، وغرناطة، واتصلت ولايته على أعمال غرناطة، وكان من شيوخها وأعيانها.

محنته: وعمل فيه عقد بأن بداره من أصناف الحلى، ما لا يكون إلا عند الملوك، وأنه إذا ركب في صلاة الصبح، من دار الرّخام التي يجري الماء فيها، في اثني عشر مكانا، شوّش الناس في الصلاة، دويّ الجلاجل بالبزاة، ومناداة الصيادين، ونباح الكلاب، فأمر المنصور بالقبض عليه، وعلى ابن عمّه، صاحب أعمال إفريقية، أبي الحسين، في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. ثم رضي عنهما، وأمر محمد بن عبد الملك أن يكتب بخطه كلّ ما أخذ له، فصرفه عليه، ولم ينقصه منه شيء، وغرم ما فات له.