للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الأول: الآثار الواردة عن عمر في التوحيد]

[الفصل الأول: الأثار الواردة عن عمر في توحيد الألوهية]

[المبحث الأول: الآثار عن عمر بن عبد العزيز في الدعاء]

...

الباب الأول: الآثار الواردة عن عمر في التوحيد.

الفصل الأول: الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في توحيد الألوهية

تمهيد:

توحيد الألوهية أساس دين الإسلام، بل هو أساس كل دين سماوي، به أرسل جميع الرسل وأنزلت عليهم جميع الكتب، وهو الذي دعا إليه كل رسول من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل هو الغاية من خلق الجن والإنس. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ١، وكان سلف هذه الأمة رحمهم الله يهتمون بهذا النوع من التوحيد كما سيتضح لنا ذلك فيما يأتي، وممن كان له إسهام في هذه المسألة عمر بن عبد العزيز الذي كان له أقوال مأثورة ومواقف مشهورة سوف تتضح خلال هذا المبحث الذي يمهد له الآن، وسوف يتضح أنه كان يحرص دائما في كلامه وفي خطبه على بيان هذا الجانب وبيان ما يضاده. وقبل بيان ما أثر عنه أرى أنه من الأهمية بمكان بيان المقصود من توحيد الألوهية عند إطلاقه: فعرف بأنه: "استحقاق الله سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له"٢. وعرفه بعض الباحثين بأنه: "توحيد الله بأفعال العباد وهو المعبر عنه بتوحيد الطلب والقصد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ومحبته، وخوفه ورجاؤه والتوكل عليه والرهبة، والرغبة منه وإليه


١ الآية ٥٦ من سورة الذاريات.
٢ انظر شرح العقيدة الطحاوية بتصرف يسير ١/٢٩، طبعة مؤسسة الرسالة تحقيق د/عبد الله التركي وشعيب الأرناؤوط "ط" "٦" عام ١٤١٤هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>