للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تأديب الولدان]

...

تأديب الوالدان:

ولقد أحكم الرسول الكريم -عليه أفضل الصلاة وأزكى التحية وأتم التسلم- بيان ذلك في أوجز عبارة فقال: "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم" ابن ماجه عن أنس.

وإكرام الأولاد يتحقق بأداء حقوقهم والقيام بما يجب لهم من غذاء وكساء وإيواء وهواء وصيانة وتعليم, على ألّا تحملنا الشفقة عليهم والحب لهم إلى الاكتفاء بأداء هذا الواجب الماديّ, مع إهمال تقويمهم وترك تأديبهم, لذا فقد قال رسول الله -صلى الله عليه سلم: "أحسنوا أدبهم", أي كفوا أنفهسم عن المعاصي والمحرمات وطهروها عما لا يليق من سيء العادات، وقبيح الألفاظ والعبارات, وعودهم على التزام مايحمد قولًا وعملًا مما شهدت الشريعة بحسنه, فإن من لَازَمَ الآداب الشرعية حسنت حركته وسكونه ونطقه وصمته وعادته وعباداته ومعاملاته, ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم" الطبراني في الكبير, عن عمرو بن أمية١.

أي: كل معروف أديته إلى أهلك قصد الاحتساب, فإنك تثاب عليه ثواب الصدقة ولو كان عملًا واجبًا حتمًا عليك أداؤه.

وهاء هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا إلى تشئة الصغار على القيم التي تبث التعاليم والفضائل الإسلامية في نفوسهم منذ الطفولة المبكرة, وتربيتهم على أداء العبادات والتمسك بالأداب منذ نعومة أظفارهم؛ ليشبوا ممارسين لها متمرنين على القيام بها, فيقول: "مروا أبنائكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر, وفرقوا بينهم في المضاجع" , أي: فرقوا بين البنين منهم والبنات في


١ المصدر السابق نفسه ص١٩.

<<  <   >  >>