للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: وسائل تطبيق المنهج الإسلامي في التربية]

[مدخل]

...

الفصل الرابع: وسائل تطبيق منهج الإسلام في التربية

يحتاج منهج التربية الإسلامية إلى تطبيق عملي في حياة المرء المسلم حتى يكون خلقا معتادا وطبيعة تلقائية لا تكلف فيها، فهو في مراحل حياته الأولى من الطفولة إلى الصبا يكون تأثره بالأبوين في محيط الأسرة أقوى وألزم؛ لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يشركانه"١.

وهذا التأقلم بالأبوين يكون أقوى تأثيرًا وأعظم ترسيخا في نفس الولد في مراحل حياته الاولى، ولذلك كان لا بد في البداية من حسن الاختيار للزوجين اللذين يتناولان تربيته.

ثم يأتي بعد ذلك دور المربي أو المؤدب في المدرسة، وهو لا يقل خطرا في تنشئة الأولاد في سن الإلزام، بل يكون للتربية في المدرسة أثر يمتد إلى البيت عن طريق الولد، كأن ينقل الولد بعض الأفكار والمسائل التي يتعلمها في المدرسة لم يجدها في بيته ولم يتعود عليها في محيط أسرته، ويحمل إلى البيت معلومات لم يسمع عنها من أبويه وعشيرته، ومثل هذا كثير.

ولذا كان لا بد من تعاون الأسرة مع المدرسة في الوصول إلى أسلوب أمثل للتربية مع تطبيقه عمليا على حياة الولد ذكرًا كان أو أنثى، ومن هنا يبرز دور المعلم وتظهر خطورة دوره في التربية، وأول ما يطلب من أن يكون قدوة صالحة لأبنائه الطلاب الذين ينشدون فيه نور الهداية والرشاد، فما هي الوسائل التي يتبعها المربي أو المؤدب في سبيل الوصول إلى التأثير المباشر في سلوك الولد بما يتمشى مع منهج الإسلام في التربية؟

هناك أكثر من وسيلة تتبع في تربية الولد؛ لإعداده عقيديا وخلقيا وتكوينه نفسيا وعلميا اجتماعيا حتى يصير فتى أو تصير فتاة، ويبلغا الدرجة العليا في النضج والاتزان، نذكرها فيما يلي:


١ رواه الترمذي في جامعه في أبواب القدر، حديث رقم ٢١٣٨ وروى عن أبي هريرة نحوه بمعناه وقال: "يولد على الفطرة".

<<  <   >  >>