للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التربية بالقصة والعظة]

[مدخل]

...

د- التربية بالقصة والعظة:

من أظهر الأساليب في التأثير في النفس، القصص الحكايات، ولذلك فإن القصة من أنجح الوسائل في التربية، والقرآن أتى بكثير من القصص والأمثال؛ لما فيها من الهداية والإيمان والعظة والتدبر، وينبغي للمؤدبين والمربين أن يحببوا إلى الناشئين والناشئات أسلوب الموعظة القصصية؛ لما في ذلك من فوائد جليلة في الاستفادة من هدي القرآن.

وتمتاز قصص القرآن بسمو الغاية، وشريف المقاصد، ولها مسلك عظيم في التوجيه والإرشاد يدعو الناس إلى العظة والتدبر، فقد حوت كثيرا من تاريخ الرسل مع أقوامهم، والشعوب مع حكامهم، وبرزت فيها شخصيات عرفت بالخير والهداية، وشخصيات عرفت بالشر والضلال، وأقوام سلكوا طريقة النور، وأقوام تاهوا في دياجير الظلام.

ونحن في هذه الأيام نجد الناس قد انصرفوا عن قصص القرآن وما فيها من العظات البالغات، إلى قصص المؤلفين من الكتاب والأدباء، والتي يمتزج فيها الحق بالباطل، وأقبلوا على ما يعرض من المسلسلات والمسرحيات على الشاشة الصغيرة، واتخذوا القرآن مهجورا، وغيره لا يربي ولا يفيد. وفي ذلك خطر على التربية كبير، وفساد لنفوس فتياننا وفتياتنا عظيم.

والقرآن قد استخدم القصة في التربية والتوجيه والتعليم على أبدع ما يكون، نجد ذلك في قصة يوسف مع أخوته، وقصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، وقصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج، وقصة صاحب ياسين، وكثير من القصص الأخرى التي تمدنا بأمثلة عالية في تحقيق الموعظة واكتساب الأخلاق الحميدة، وإلى ما في أنواع القصص المذكورة من فوائد تاريخية واجتماعية وعلمية.

<<  <   >  >>