للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج- الأخلاقية:

إن الأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام في السلوك التربوي تقوم على أساس أن المسلم يربي روحه ونفسه على الخلق الإسلامي الجميل موجها عقله إلى التدبر في سنن الله الكونية والتأمل في حقائق الوجود، أما المناهج التربوية غير الإسلامية فهي تقوم على تربية الفرد وفق سنن وقوانين الطبيعة كما يسمونها بمعزل تام عن الإيمان بالوحي والغيب والفضيلة، فما كان أنصار المؤسسات التربوية الحديثة تفرز إنسانا لا يتصف بأية ضوابط أخلاقية ولا مقاييس اجتماعية وهو -في أحسن أحواله- يكون محايدًا أخلاقيًّا؛ أي لا هو إلى جانب الأخلاق ولا هو ضدها، وإنما يتصرف طبقًا لما تمليه رغباته، ومصالحه المتلونة الموقوتة.

إن من وسائل التربية الإسلامية في تنمية قدرات النشء الأخلاقية والاجتماعية توفير القدوة الصالحة والمثل الأعلى؛ لأنه بذلك يتم توفير المناخ المناسب لتقوية الوازع الديني الخلقي في جميع الأوساط التي يتفاعل معها النشء، والمثل الأعلى في منهاج التربية الإسلامية الذي يقابله في منهاج التربية الحديثة ما يعرف نظام القيم أي نموذج الحياة التي يراد للفرد المسلم أن يحياها، وقد قرر القرآن الكريم أن الله وحده هو

<<  <   >  >>