للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حل مشكلة التعليم]

وعلى هذا المفهوم الذي ساقه الإمام الغزالي في الإحياء لمعنى العلم في وضوح واستفاضة تأتي الخطة، ويكون المنهج، فأما الخطة فهي النظام الصالح لخلق المواطن الصالح، وتعتمد على ركنين:

الركن الأول: التربية الدينية وتتمثل في وضع النظام الذي يرمي إلى تحصيل علوم الدين. الثاني: التربية العلمية وتتمثل في وضع النظام الذي يرمي إلى تحصيل العلوم الكونية.

والعلم الديني ينحصر في القرآن والسنة والفقه، والعلم الكوني ينحصر في العلوم المكتسبة بمعرفة البشر كالطب والهندسة والحساب والصناعة والزراعة، وما شاكل ذلك من علوم العصر.

وبناء على ما سبق يتم إعداد المناهج الملائمة لكل مرحلة تعليمية، فتوضع على أساسها المقررات الدراسية التي تنهض بالعلميين جميعا على نحو من تحقيق القدر الكافي المطلوب من كل منهما بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، مع تبسيط الإجراءات الإدراية وتحرير الفرصة أمام الدراسين لمن شاء الحصول على المؤهل دون الانتظار لنظام سنوات، وجعل التعليم حرًّا لمن لديه القدرة في تخطي سنوات الانتظار كما هو متبع في سنوات النقل، وفي ذلك ميدان للتنافس في إظهار المواهب العلمية التي يعطلها نظام الانتظار في سنوات النقل.

يضاف إلى ذلك ضرورة توفير المعلم النابه والمربي الفاضل الذي يقوم بعملية التدريس مع حشد كل الطاقات من لدن وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، فليس الأمر قاصرًا على وزارة التعليم وحدها. نفهم من ذلك أن المسألة التعليمية لها جناحان؛ الأول: هو التعليم الديني

<<  <   >  >>