للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا: السنة النبوية]

[مدخل]

...

ثانيًا: السنة النبوية

إذا كان القرآن قد بيَّن للناس قواعد الأخلاق الفاضلة وأصول المعاملات الحسنة على الإجمال, فإن النبي -صلى الله عليه سلم- فصَّل ما أجمله القرآن, وطبَّقَ كلام الله تطبيقًا عمليًّا، فإذا قرأنا في القرآن مثلًا {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} , وجدنا تفصيلًا رحيبًا في أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يقرب للناس كل معاني الأخوة, ويحببها إليهم في أسلوبٍ راقٍ بديعٍ يليق بتفسير كلام رب العالمين، روي عن أبي هريرة أنه قال؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا ولا تفاحشوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع أحدكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم, لا يظلمه, ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات, بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم, كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" ١.

فالحديث يبين الخلق الإسلاميّ الرفيع, لما يجب أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم في كلمات قليلة؛ حيث نبَّه فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- على كل أسباب الفرقة والخلاف والشقاق بين الناس, فنهاهم عنها حتى تحقق معنى الأخوة الصافي الذي يريده الله من عباده المؤمنين، كل هذا في كلمات قليلة.

وبالحديث النبوي كما نرى يتضح معنى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} بشكلٍ جليّ؛ لأنه بين المجمل في الآية بالتفصيل.


١ صحيح مسلم، كتاب البر والصدقة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره.

<<  <   >  >>