للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[محرر المقال الافتتاحي]

فكاتب المقال الافتتاحي هو ذلك الكاتب اليقظ الذي يستطيع أن ينفذ إلى مغزى الأخبار وما يحمله الخبر من المعاني والتنبوءات. وبهذه الطريقة يستطيع الأفراد -كما نستطيع الجماعات- أن تحل مشكلاتها التي تعرض لها، سواء كانت مشكلات نفسية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. ويكون الفضل في ذلك راجعا إلى الصحافة أو إلى الكاتب الذي انبرى للكتابة في الوقت المناسب.

ويرى الدكتور عبد اللطيف حمزة١ أن كاتب المقال الافتتاحي ليس كالأديب، وإنما هو شخص آخر لا يعبر عن آرائه الذاتية، بل يتقيد بآراء الصحيفة التي ينتمي إليها، أو الحزب الذي تدافع عنه الصحيفة. ولكي يكون هذا الكاتب ممتازا في هذا اللون من ألوان التحرير، يحسن أن يكون متمتعا بصفات منها:

أولا: أن يكون ذا حاسة صحفية دقيقة يذوق بها الأحداث الجارية في محيطه، والأحداث الجارية في خارج هذ المحيط. وعلى قدر حظه من هذه الحاسة دائما يكون نجاجه في كتابة المقال الافتتاحي، وخاصة في المجال السياسي.

ثانيا: أن تكون له حاسة تاريخية كذلك يستطيع بها ربط الماضي بالحاضر، وبها يستطيع أيضا أن يتكهن بالمستقبل، ومن ثم كان التاريخ عنصرا مهما من عناصر ثقافة الصحفي، وذلك ما تلاحظه معاهد الصحافة في العالم.

ثالثا: أن يكون ذا ثقافة عريضة، لا بأس أن تبدو في بعض مواضعها عميقة. فبهذه الثقافة -التي يعتبر التاريخ جزءا منها- يستطيع الصحفي


١ الدكتور عبد اللطيف حمزة، المدخل في فن التحرير الصحفي "١٩٥٦" ص٢١٨، ٢١٩.

<<  <   >  >>