للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[توزيع المواد على الصفحات]

وقد رأينا أن الإخراج الصحفي قد تطور من مفهومه القديم للصحيفة ككتاب إلى المفهوم الجديد الذي يعتبر الصحافة فنا مستقلا قائما بنفسه له قواعده وأصوله. فبعد أن تحرر فن الإخراج الصحفي من قيود الأعمدة وأغلال الخطوط الرأسية، أصبحت عمليات الإخراج من العمليات الفنية التي تعتمد على الدراسات المختلفة في الفن التشكيلي وعلم النفس لدراسة نفسية القراء، وعلم وظائف الأعضاء لدراسة عملية الإبصار وعوائق القراءة. فكأن الحرية الجديدة التي أحرزها فن الإخراج الصحفي -شأن كل حرية جديدة- كانت تنطوي على مسئوليات خطيرة. فقديما كان المخرج الصحفي يملأ الأعمدة المحددة. أما الآن فقد أصبحت الصفحة الخالية كلوحة الفنان تتطلب دراية ومرانا وذوقا لكي توزع عليها المواد توزيعا فنيا جذابا.

وإذا كانت الصحف القديمة قد دأبت على تخصيص الصفحة الأولى للمقالات والصفحة الأخيرة للإعلانات والصفحات الداخلية للأخبار المختلفة، فإن قليلا من الصحف الحديثة تتبع هذا الأسلوب، فالصفحة الأولى قد أصبحت بمثابة الواجهة أو اللافتة التي تجذب الأنظار، وتحاول الصحف الحديثة نشر أهم أخبارها في هذه الصفحة، ولا ترى الصحف الشعبية حرجا في تقديم الأخبار الخفيفة والطريفة في الصفحة الأولى مدعمة بالصور الخلابة والعناوين الجذابة.

والواقع أن توزيع المواد على الصفحات المختلفة يعبر تعبيرا صادقا عن شخصية الصحيفة وطابعها العام. فلا بأس عند بعض الصحف، مثلا، من نشر أخبار الجريمة وأنباء الحب والزواج والطلاق وصور الممثلات في الصفحة

<<  <   >  >>