للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: مراحل الدعوة]

[تمهيد]

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ١.

إنها أول ما نزل على الإطلاق تبدأ باسم الله. وتوجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أول ما توجهه في بعثه رسولا يبلغ دعوة الله التي اختير لها، وتوجهه وقد اتثقت بالوحي صلته بالملأ الأعلى، توجهه إلى أن يقرأ باسم ربه، فهو مصدر الخير كله والكمال كله ولا تتحقق للإنسان ذاتيته البشرية المعتدلة إلا إذا كان فعله وعمله من عند ربه وابتغاء وجه ربه، فيتحول بذلك خط التاريخ كله تحولا ما وقع قط، ولن يقع مثله فيما بعد أبدا.

وكان {اقْرَأْ} مفرق الطريق بين علم الضلالة الجاهلية ولو كانت في أرقى حضارات المادية وبين علم الربوبية، فإن فيه النقلة البعيدة من الظلام إلى النور، ومن الباطل إلى الحق، ومن الشك إلى اليقين، فإن مصدر التعليم الرباني هو الله جل جلاله, منه يستمد الإنسان كل ما يعلم وكل ما يفتح به من أسرار هذا الوجود، وأسرار نفسه وأسرار الحياة التي يعيشها.


١ الآيات من رقم ١-٥ من سورة العلق.

<<  <   >  >>