للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توقف عملية الانقسام غير المباشر, وخاصة الخلايا العصبية في المخ والجهاز العصبي المركزي؛ فنقص الخلايا في هذه الأجزاء وخاصةً في السرير التحتاني "الهيبوثا لاموس", الذي يعتبر الساعة البيولوجية للتقدم في السن، يؤدي إلى فقدان الجهاز لتكامله وتوازنه على نحوٍ قد يؤدي إلى الوفاة.

وقد تعرَّضَ هذا النموذج للنقد؛ ففيه تبسيط شديد لعملية الشيخوخة, بينما تُوجَد خطوات وسيطة عديدة بين خلل المركب DNA ونواتجه النهائية، ومع ذلك فقد تأكَّدَ وجود فروق جوهرية في هذا المركب بين المسنين ومن هم أصغر سنًّا, وعمومًا فإن الأدلة المدعمة لهذا النموذج جمعها علماء الطب, وعلى رأسهم ليونارد هايفلك "في Finch and Hoyfilck, ١٩٧٧". وقد جاءت هذه الأدلة من مصدرين رئيسيين نادرين لاضطراب الخلايا: أحدهما يُسَمَّى البروجريا progeria ", ويسمى أحيانًا زملة أعراض هاتشنسون -جيلفورد" وهو اضطرابات نادر يظهر لأول مرة في الطفولة المتأخرة ومطلع المراهقة، ومن أعراضه بطء شديد في النمو, وتصلُّب عام للأوعية الدموية الرئيسية, وخاصةً الشريانين الأورطي والتاجي.

أما الاضطراب الخلوي الثاني فيُسَمَّى زملة أعراض فرنر Werner syndrome, وهو شبيه بالاضطراب السابق, ولكنه يظهر متأخرًا في العمر, ومتوسط العمر لدى المصابين به هو ٤٧ سنة، ويظهر ١٠% منهم أورامًا خبيثة، وجميعهم يظهرون أعراضًا مشتركة, ومنها بياض الشعر وسقوطه، وإعتام عدسة العين "الكاتاراكت", وتصلب الأوعية الدموية وخاصةً تصلُّب الشرايين، ووهن العظام، أضف إلى ذلك أن هؤلاء المرضى يتسمون عامةً بقصر القامة, كما أنهم مستهدفون للإصابة بمرض السكر.

وبصفة عامةٍ يمكن القول أن العمليات التي تحدث في خلايا الجسم الإنساني هي الباب الوراثي الذي يدخل منه الإنسان إلى الشيخوخة, وحتى إذا لم تتعرض الخلايا لأيّ مرضٍ من النوعين السابقين, فإن الانقسام الخلوي غير المباشر متناهٍ في حدوده, ويرى هايفلك أن الخلية لا يتجاوز عدد مرات انقسامها ٥٠ مرة قبل أن تموت، ويفترض أنها تتراكم فيها أخطاء في إنتاج الشفرة الوراثية "في المركبين RNA, DNA مع اقتراب الخلية من شيخوختها, وهكذا تصبح الشيخوخة نتاج فقدان الخلايا -وخاصة في الأجزاء الحيوية من الجسم الإنساني- يحدث على نحوٍ أسرع من عملية إحلال الخلايا محل بعضها، وبهذا يتناقص بالفعل عدد خلايا الجسم.

<<  <   >  >>