للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطريقة, وفي الواقع فإن حيلة الإنكار تؤدي إلى مزيدٍ من تدهور الحالة وخطورتها كما هو الحال حين يرفض الشخص طلب الرعاية الطبية عند بداية المرض, وفي العادة يعتمد المسن على الإنكار في بداية المرض أو ربما بعد ذلك بقليل، ولكنه حين يواجه الحقيقة يصبح شخصًا لا يُطَاقُ, ويتحول إلى حيلة مضايقة للآخرين وإزعاجهم, سواء كانوا من الأقارب أو الأطباء أو المرضى، وتصبح حيلة الإنكار "والعناد المصاحب لها" عنيفة, ويتمثّل ذلك في رفض العلاج أو المكابرة في محاولة إصدار أنماط سلوك لا يستطيعها.

٢- الغضب: مع امتداد فترة المرض الأخير -مرض الموت- بالمسن تصبح صيحته اليومية "لماذا أنا كذلك؟ " وبهذه ينتقل إلى مرحلة أخرى لا يرضى عنها بحاله, ويصبح غاضبًا من كل شيء وكل شخص يوجد في عالمه، وقد يصاحب ذلك نوع من الغيظ من الأصحاء, وخاصة أولئك الذين يقومون برعايته. وقد يمتد غضبه إلى الناجحين والقادرين منهم، وتكون مشاعره إزاءهم مزيجًا من السخط والكراهية والحسد، حتى ولو كانوا أقرب الناس إليه "أبنائه مثلًا".

٣- المساومة: في هذه المرحلة يغيِّر الشخص الهرم اتجاهه, ويحاول المساومة "مع الحياة", فيظهر رغبة في الحياة, ويزداد سؤاله لله تعالى أن يمنحه "بعض الوقت" يعود فيه إلى السلوك الطيب والتعاون في العلاج, وقد يعد بتغير سلوكه, وقد يصل به الأمر أن يكرِّسَ حياته للتدين, وبعضهم يتذكر ذنوبه وآثامه في الماضي ويندم على ما فرّطَ في حق الله والعباد.

٤- الاكتئاب: حين يصبح الهرم غير قادر على إنكار مرضه، وحين يكون مضطرًا إلى القيام ببعض الجراحة أو الإقامة في المستشفى، وحين يبدأ في إظهار المزيد من الأعراض, ويصير أضعف وأنحف، فإنه لا يستطيع تجاهل ذلك كله، فيحل محل الغضب شعور بالفقدان العظيم، وحينئذ يدخل المرء في مرحلة الاكتئاب العميق.

٥- التقبل: وأخيرًا فإن الشخص الهرم يقبل الحقيقة, لقد انتهى الصراع وبدأ الشخص في الشعور "بالراحة النهائية بعد رحلة طويلة", وعندئذ يكون الشخص متعبًا ضعيفًا, ينام معظم الوقت, ويظل كذلك حتى يموت.

وبالطبع لا يتطلب الأمر المرور بكل هذه المراحل حتى يموت المسن الهرم، فقد يموت الشخص في أي مرحلة من مراحل الهرم السابقة، كما أن هؤلاء الأشخاص لا تقتصر استجاباتهم على مرحلة دون سواها؛ فالمكتئب قد تصدر عنه

<<  <   >  >>