للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨] .

"إن الإيمان يثمر طمأنينة القلب وراحته، وقناعته بما رزق الله، وعدم تعلقه بغيره، وهذه هي الحياة الطيبة، فإن أصل الحياة الطيبة راحة القلب وطمأنينته، وعدم تشوشه مما يتشوش منه الفاقد للإيمان الصحيح"١.

وفي الصحيح: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" ٢.

وقال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: "وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قبلا وأسرهم، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت من الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا نراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها"٣.

وفصل الرازي القول في بيان حياة المؤمن الطيبة في الدنيا من خمسة وجوه، فقال:

- إن المؤمن يعلم أن رزقه من تدبير ربه، وربه محسن له فيه، فهذا يدعوه إلى الرضا عن الله ورزقه.


١ التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للشيخ السعدي ص٧٣.
٢ أخرجه مسلم "٢٩٩٩" من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه.
٣ الوابل الصيب لابن القيم ص٧٠.

<<  <   >  >>