للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشخاص يزعمون لهم العصمة غير الأنبياء، أو الإحاطة بعلم الغيب "من أئمة أو رؤساء أو أولياء، أو أقطاب أو أغواث ... أو نحوهم"، أو يزعمون أنه يسعهم العلم بأنظمة البشر وقوانينهم، من زعم ذلك فقد افترى على الله أعظم الفرية"١.

أسباب التوفيقية:

وأما الأسباب التي حملت أهل السنة على الوقوف عند النصوص، وعدم تجاوزها فيمكن إجمالها فيما يأتي:

أولًا: تواتر النصوص الآمرة باتباع الكتاب والسنة ولزومهما.

ومن ذلك: قوله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧] ، وقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩] . قال عطاء: "طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة"٢.

وقال ابن القيم: "روى أبو داود في مراسيله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى بيد بعض أصحابه قطعة من التوراة فقال: "كفى بقوم ضلالة أن يتبعوا كتابًا غير كتابهم الذي أنزل على نبيهم" ٣، فأنزل الله -عز وجل- تصديق ذلك: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: ٥١] ، فهذا حال من أخذ دينه عن كتاب منزل على غير النبي، فكيف بمن أخذه عن عقل فلان وفلان، وقدمه على كلام الله ورسوله"٤.


١ بحوث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر العقل ص٣٣.
٢ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماع لللالكائي "١/ ٧٢"، وتفسير الطبري "٥/ ١٤٧".
٣ المراسيل لأبي داود "٤٥٤" عن يحيى بن جعدة. وراجع أثر ابن عباس في النهي عن سؤال أهل الكتاب، رواه البخاري "٢٦٨٥".
٤ جلاء الأفهام لابن القيم ص١٧٩-١٨١.

<<  <   >  >>