للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأهل السنة كما أنه لا يجمعهم مكان واحد، فإنهم لا يخلو عنهم زمان حتى قيام الساعة.

فقد صحت البشارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باستمرار وجود الطائفة المنصورة -أهل السنة والجماعة- من هذه الأمة إلى أن يأتي أمر الله، لا يضرهم خلاف المخالف، ولا خذلان الخاذل.

وجاء ذلك في أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة، حتى لقد صرح عدد من العلماء المعتبرين بتواتر هذا الحديث، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والسيوطي، والزبيدي، والكتاني، وغيرهم١.

ومن هذه الأحاديث.

ما جاء عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يزال ناس من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرين" ٢.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "لن يبرح هذا الدين قائمًا، يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة" ٣.

وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين، إلى يوم القيامة" ٤.

فهذه الأحاديث وما ماثلها توضح أن أهل السنة -الطائفة المنصورة- سيستمر بقاؤهم إلى يوم القيامة، فلن يخلو عنهم زمان حتى يأتيهم أمر الله عز وجل.


١ قد سبقت الإشارة إلى ذلك في الفصل الأول ص٣٩.
٢ رواه البخاري "٣٦٤٠"، ومسلم "١٩٢١" من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
٣ رواه مسلم "١٩٢٢" من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
٤ سبق تخريجه.

<<  <   >  >>