للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو بالقرآن، ونهاهم عن التفرق الناشئ عن الاختلاف في الدين"١.

"وهذه الأقوال مؤداها واحد ونتيجتها واحدة، فإن الاعتصام بالقرآن، والإخلاص لله وحده، والتمسك بالإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلها مما ينتج عنه تآلف المسلمين واجتماعهم وترابطهم، وتماسك مجتمعهم"٢.

قال ابن القيم رحمه الله في حقيقة هذا الاعتصام: "وهو تحكيمه دون آراء الرجال ومقاييسهم، ومعقولاتهم، وأذواقهم، وكشوفاتهم، ومواجيدهم، فمن لم يكن كذلك، فهو منسل من الاعتصام، فالدين كله في الاعتصام به وبحبله، علما وعملا، وإخلاصا واستعانة، ومتابعة، واستمرارًا على ذلك إلى يوم القيامة"٣.

قال ابن المبارك٤:

إن الجماعة حبل فاعتصموا ... منه بعروته الوثقى لمن دانا

فأهل السنة على الحقيقة هم أهل الجماعة والاجتماع، مع الحرص على ذلك والتواصي به ظاهرا وباطنا.

ولكنهم حين يجتمعون يدعون إلى الاجتماع يضبطون دعوتهم بضابطين هما:

١- الاجتماع على كلمة الحق:

فبدون هذا القيد الضابط لا يكون اجتماع أصلا، فضلا عن أن يكون صحيحا،


١ فتح القدير للشوكاني "١/ ٣٦٧".
٢ وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق د. جمال بادي ص١٩، ٢٠.
٣ مدارج السالكين لابن القيم "٣/ ٣٢٣".
٤ انظر تفسير القرطبي "٤/ ١٥٩".

<<  <   >  >>