للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣- أبو القاسم محمد ابن تيميّة [٥٤٢- ٦٢٢ هـ]

هو أبو عبد الله (أ) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الخضر بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ تَيْمِيَّةَ الْحَرَّانِيِّ (١) ، مِنْ كفر (٢) باجدّا (ب) إِمَامٌ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ، مُشَارٌ إِلَيْهِ بِحَرَّانَ (٣) ، وَاعِظٌ يُدَرِّسُ فِي كُلِّ يَوْمٍ التَّفْسِيرِ. وَرَدَ إربل حاجّا في سنة أربع وستمائة، وَجَلَسَ بِالدِّيوَانِ بِالْقَلْعَةِ، وَحَضَرَ مَجْلِسَهُ الْفَقِيرُ إِلَى الله- تعالى- أبو سعيد كوكبوري بن علي بْنِ بُكْتُكِينَ، وَزَوَّدَهُ إِلَى مَكَّةَ الْمَحْرُوسَةِ فَأَحْسَنَ زَادَهُ. عِنْدَهُ مِنْ أَحَادِيثِ الْبَغْدَادِيِّينَ أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ، كأبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن الْبَطِّيِّ (٤) وَأَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ شَافِعٍ (٥) وَغَيْرَهُمَا. لَمْ أَسْمَعْ عَلَيْهِ، رَأَيْتُ لَهُ مُجَلَّدًا سَمَّاهُ «تحفة الخطباء (ت) مِنَ الْبَرِيَّةِ فِي الْخُطَبِ الْمِنْبَرِيَّةِ» (٦) يَحْتَوِي عَلَى خُطَبٍ مِنْ إِنْشَائِهِ، سَلَكَ فِيهَا مَسْلَكِ ابْنِ نُبَاتَةَ- رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- سُئِلَ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: فِي أَوَاخِرِ شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَوَجَدْتُهُ بِخَطِّهِ فِي إِجَازَةٍ كَذَلِكَ (ث) .

تَفَقَّهَ فِي حَدَاثَتِهِ بِبَغْدَادَ عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، مُغَالٍ فِي مُعْتَقَدِهِ، قَائِمٌ عَلَى حِفْظِ مَذْهَبِهِ. وَنَقَلْتُ مِنْ خَطِّهِ، مِنْ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَى الْفَقِيرِ إِلَى الله- تعالى- أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين- أدام/ الله سلطانه- أوّله [الكامل]

رِدْ بِالْعِطَاشِ عَلَى دُمُوعِي ... وَامْلَأْ مَزَادَاتِ الْجَمِيعِ

وَاخْبِرْهُمُ أَنَّ الْمُكَدَّرَ ... صَفْوُهَا لَوْنُ النَّجِيعِ

وَإِذَا أَرَادُوا النَّارَ فَاقْبِسْهُمْ ... لَظَاهَا مِنْ ضُلُوعِي

نَفْسٌ تَذُوبُ عَلَى الْأَحِبَّةِ ... بِالْبُكَا ذَوْبَ الشُّمُوعِ

لَا تَحْسَبُوهَا أَدْمُعًا ... هَطَلَتْ عَلَى طَلَلِ الرُّبُوعِ

لَكِنَّهَا نفس تقا ... طر بِالزَّفِيرِ مَعَ الدُّمُوعِ

لَهْفِي لِأَيَّامٍ خَلَتْ ... كَانَتْ كأيّام الرّبيع

<<  <  ج: ص:  >  >>