للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: إذا كان الماضي على فعَل -بفتح العين- في المضاعف المتعدي، لزموا ضم العين في المضارع نحو: "شدَّ يَشُدُّ"، و"مَدَّ يَمُدُّ" لأنه لا يجوز فتحها؛ لأنه ليس عينه ولا لامه حرفا من حروف الحلق، ولا كسرها للاستثقال مع كثرة مجيء المضاعف المتعدي١.

وقد جاء أفعال بكسر العين في المضارع وهي: نَمَّهُ يَنِمُّهُ، وبَتَّهُ يَبِتُّهُ، وعَلَّهُ في الشراب يَعِلُّهُ، وشَدَّ ُيَشِدُّهُ، وهرَّ الشيء يَهِرُّه؛ أي: كرهه، وصدَّه يَصِدُّه -مع مجيء الضم أيضا فيها. وقد جاء حَبَّه يَحِبُّه بالكسر فقط٢.

وإنما قيّد المضاعف بالمتعدي؛ لأنه لو كان لازما لزم فيه "الكسر"٣ نحو: حنَّ يَحِنُّ وأنَّ يَئِنُّ وظلَّ يَظِلُّ، وضَنَّ يَضِنُّ، أي: بخل.

قوله: "وَأِنْ كَانَ عَلَى فَعِلَ فُتحت عَيْنُهُ أوْ كُسِرَتْ إنْ كَانَ مِثَالاً, وَطَيِّئٌ تَقُولُ في٤ باب بَقِيَ يَبْقَى: بقَى يَبْقَى"٥.


١ في "ق": للمتعدي.
٢ قال الجوهري في الصحاح "حبب" ١/ ٢٤٢: "تقول: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وهذا شاذ؛ لأن باب المضاعف إذا كان يفعِل منه مكسورا، لا يجيء متعديا إلا أحرف معدودة، وهي: بَتَّهُ يَبُتُّهُ ويَبِتُّهُ. وعلَّهُ في الشراب يَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ ونمَّ الحديث يَنُمُّهُ ويَنِمُّهُ، وشَدَّه يَشُدُّهُ ويَشِدُّهُ، وحَبَّهُ يَحِبُّهُ، قال: وهذه وحدها على لغة واحدة، وإنما سهّل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن.
٣ لفظة "الكسر" إضافة من "هـ".
٤ لفظة "في" ساقطة من "ق".
٥ العبارة من "ق": وفي الأصل: "وإن كان على فعل ... " إلى آخره، وفي "هـ": "وإن كان على فعل ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>