للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يجاب عنه بأنه يعرف المنسوب الاصطلاحي بالنسبة اللغوية، فلا يلزم ما ذكرتموه؛ لأن النسبة اللغوية معلومة١.

وقياس النسبة حذف تاء التأنيث من المنسوب إليه مطلقا؛ لئلا تكون تاء التأنيث وسطا، ولئلا يؤدي إلى اجتماع تأنيثين في نسبة مؤنث إلى مؤنث، كما إذا نسبت امرأة إلى ظُلْمَة، فقلت: ظُلَِمّية٢ ولئلا يلزم تأنيث المذكر في نسبة مثل رجل إلى ضاربة، نحو: هذا رجل ضاربتيّ.

وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم تأنيث المذكر؛ لأن تلك التاء٣ لتأنيث المنسوب إليه لا لتأنيث المنسوب، وإنما يلزم أن لو قيل ضاربتية٤ لأن هذا "التأنيث"٥ لتأنيث المنسوب، لكنه لم يقل ذلك، وإنما قال تاء التأنيث؛ لأن ألف التأنيث لا يجب حذفه كما يقال في النسبة إلى "حُبْلَى": حُبْلِيّ، وحُبْلَوِيّ، وحُبْلاوِيّ٦ وإلى "صحراء" صَحْراوِيّ.


١ النسب في اللغة: واحد الأنساب. والنِّسْبَة والنُّسْبَة مثله. وانتسب إلى أبيه، أي: اعتزى وتَنَسَّب، أي: ادعى أنه نسيبك. وفي المثل: "القريب من تَقرَّيب لا من تَنَسَّب". قاله الجوهري في صحاحه "نسب": ١/ ٢٢٤.
٢ في الأصل: ظلمته. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٣ لفظة "التاء" ساقطة من "هـ".
٤ في الأصل, "هـ": ضاربية.
٥ في الأصل، "هـ": التاء. وما أثبتناه من "ق".
٦ ولم يذكر سيبويه في النسبة إلى "حبلى" إلا حُبْلِيّ وحُبْلَوِيّ، وقال: "فأحسن القول أن تقول "حبلى"؛ لأنها زائدة لم تجئ لتلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة، فكرهوا أن يجعلوها بمنزلة ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف، وما أشبه ما هو من نفس الحرف.... ومنهم من يقول: حبلوي، فيجعلها بمنزلة ما هو من نفس الحرف ... " "الكتاب: ٣/ ٣٥٢, ٣٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>