للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفتح الفاء وسكون العين -كجمع جَرِيح على جَرْحَى، وأَسِير على أسرى، وقتيل على قتلى.

وقد جاء جمع "فَعِيل" على وزن: فُعَالَى -بضم الفاء- كأُسَارَى في جمع أسِير. وشذّ جمع فَعِيلٍ على فُعَلاء، كجمع١ قَتِيل وأَسِير على قُتَلاء وأُسَراء.

ولا يجمع فعيل [إذا كان] ٢ بمعنى مفعول جمع السلامة؛ فلا يقال: جَرِيحونَ ولا جَرِيحات حينئذ.

أما امتناع جمعه بالواو والنون فللفرق بين فَعِيل بمعنى مفعول وفَعِيل بمعنى فاعِل؛ فإن الثاني جمع بالواو والنون، نحو: كَرِيمونَ وظَرِيفونَ.

وأما امتناع جمعه على جَرِيحات؛ فلأن جريحا إذا كان مذكرا لم يجمع جمع السلامة بالواو والنون، فلو جمع جَرِيح على جَرِيحات لكان للفرع مَزِيَّة على الأصل؛ لأن المذكر أصل والمؤنث فرع.

اعلم أن قوله: "فَعِيل بمعنى مَفْعُول بابُه فَعْلَى"٣ ليس على إطلاقه، بل إذا كان فعيل بمعنى مُوجَع أو مُعات٤، نحو جَرِيح


١ في "هـ": نحو جمع.
٢ ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
٣ المصنف في إطلاقه هذا يحذو حَذُوَ الزمخشري في مفصله؛ يقول الزمخشري: "وأما فعيل بمعنى مفعول فبابه أن يكسر على فَعْلى، كجَرْحَى وقَتْلَى. وقد شذ: قُتَلاء وأسَراء" "المفصل: ص١٩٤". ولم يتعرض ابن الحاجب لهذه العبارة في شرحه على المفصل، لا بالشرح ولا بالتعليق عليها.
٤ أي: ما كان متضمنا للآفات والمكاره التي يتعرض لها الأحياء. "ينظر: شرح الشافية للرضي؛ ٢/ ١٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>