للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثرته في "حي" لسكون ما قبل الياء الأولى فيهما وعدم سكون ما قبل الياء الأولى في حي، بخلاف: أَحْيَا١ واستَحْيَا٢ المبنيين للفاعل لوجوب قلب الياء الثانية ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها لوجوب تقدم الإعلال على الإدغام، وعدم مقتضي الإدغام بعد الإعلال.

وأما٣ امتناع النحاة عن الإدغام في يُحيِيُ ويستحيِيُ؛ لأنهم لو أدغموا لقيل: يُحِىُّ ويستحِيُّ -بضم الياء- فيلزم ارتكاب ما رفضوه، وهو غير جائز٤.

ومن العرب من لا يبالي بظهور الضم على الياء؛ لسكون ما قبلها فتقول: يحِيُّ، ومنه ما أنشده٥ الفراء٦:

"٢٨"

وكأنها بين النساء سبيكة ... تمشي بسُدَّة بَيْنِها فَتَعَيَّ٧

أي: فتعيا، فنقل حركة العين٨ إلى الفاء٩ ثم أدغم، وهو قليل.


١ في "ق": أحياي.
٢ في "ق": استحياي.
٣ وأما: ساقط من "ق".
٤ في "ق": جاز.
٥ في "ق"، "هـ": ما أنشد.
٦ في معاني القرآن: ١/ ٤١١، ٤١٢، ٣/ ٢١٣.
٧ هذا بيت من الكامل لم يعلم قائله، أورده الفراء في موضعين في معاني القرآن كما ذكرنا في الحاشية السابقة. السبيكة: القطعة المذوبة من الذهب والفضة. والسُّدَّة: باب الدار, تقول: رأيته قاعدا بسدة بابه. ينظر المنصف: ٢/ ١٨١، ١٨٢، والدرر: ١/ ٣١, والشاهد في قوله: فتَعَيَّ، حيث نقل حركة الياء إلى الفاء ثم أدغم, وذلك على لهجة تميم.
٨ في "هـ": الياء.
٩ إلى الفاء: ساقطة من "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>