للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضها مستحسن موجود في القرآن وكلام فصيح، وهي١ ثمانية عند المصنف، وستة عند صاحب المفصل.

وإنما استحسنت لما استفادت بالامتزاج من تسهيل اللفظ, وتحقيق النطق بها.

أحدها وثانيها وثالثها: الهمزة التي٢ بين بين؛ لأن همزة بين بين هي الهمزة التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها٣؛ فإن كانت مكسورة فجعلت بين بين [فهي بين الهمزة والياء. وإن كانت مضمومة فجعلت بين بين] ٤ فهي بين الهمزة والواو. وإن كانت مفتوحة فجعلت بين بين، فهي بين الهمزة والألف.

وإنما جعلها سيبويه واحدة؛ لأن جعل الهمزة بين بين يشمل الأقسام الثلاثة؛ فهو كالجنس لها٥.


١ في الأصل, "ق": وهو, والأصح ما أثبتناه من "هـ".
٢ في "ق": الذي.
٣ في "هـ": حركاتها.
٤ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
٥ وعلى ذلك تكون الحروف المستحسنة عند سيبويه ستة لا ثمانية, وتابعه في ذلك الزمخشري في مفصله كما ذكر ركن الدين. ينظر الكتاب: ٤/ ٤٣٢، والمفصل: ٣٩٤.
ولكن ابن الحاجب يفصل في الهمزة التي بين بين فيجعلها ثلاثة، استمع إليه وهو يقول في الإيضاح "٢/ ٤٨٢": "ولو عددت همزة بين بين ثلاثة باعتبار حقيقة تفاصيلها وتميز أحدهما عن الآخر لكان صوابا؛ لأن الغرض تعداد حروف زائدة على الأصول، فهذه وإن سميت باسم جنس فلها ثلاثة أنواع، فهي في الحقيقة ثلاثة أحرف، فيكون على هذا المتفرع الفصيح ثمانية أحرف بالخمسة التي ذكرها الزمخشري والساقط الذي ذكرنا أنه ثلاثة أنواع حرف بين الألف والهمزة، وحرف بين الواو والهمزة، وحرف بين الياء والهمزة، وإن شئت قلت: والهمزة التي كالألف، والهمزة التي كالواو، والهمزة التي كالياء". ا. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>