للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلا في لغة قوم أخفوها١ مع الغين والخاء، فقالوا: مُنْخَل، ومُنْغَل اسم فعل٢ من: نَغِل الأديم، إذا فسد٣؛ لأن النون سهلة الإخراج لا يحتاج معها إلى كلفة.

وإنما يجب تبيين النون قبل حروف الحلق؛ لتعذر إخفائها أو لبعد إخفائها قبل هذه الحروف؛ لأن حروف الحلق أشد علاجا وأصعب إخراجا وأحوج إلى تمكن٤ حركة الصوت لها من غيرها. ولأجل ذلك لا يمكن النطق بالهمزة والهاء والعين والحاء، وقبلها النون الساكنة التي مخرجها الخيشوم؛ إذ لا علاج ولا اعتماد في إخراجها وحروف الحلق تحتاج إلى اعتماد في اللسان، بخلاف ما إذا كانت النون متحركة, فإنها تمكن العلاج والاعتماد حينئذ٥.

والنون المتحركة تدغم في حروف "يرملون" جوازًا، مع بقاء الغنة، ومع ذهابها، نحو: من يَّقول، ومن رَّاشد، ومن محمد، ومن لك، ومن واقد، ومن نكر؛ بغنة، وبغير غنة.

قوله: "والطاء والدال٦...." إلى آخره.


١ ينظر المفصل: ٤٠٠.
٢ هذا مصطلح لركن الدين أراد به اسم المفعول، إذ إن "مُنْغَلّ" اسم مفعول من انغلّ الأديم: أفسده، فهو مُنْغَلّ.
٣ ينظر الصحاح "نغل": ٥/ ١٨٣٢.
٤ في "هـ": التمكن.
٥ ينظر الممتع: ٢/ ٦٩٩.
٦ عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ, وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين". "الشافية، ص١٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>