للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب القول على أصل العربية إلهام أم إصلاحا]

...

باب القول على أصل العربية إلهام أم اصطلاح:

يقول ابن جني "هذا موضوع محوج إلى فضل تأمل، غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة، إنما هو تواضع واصطلاح، لا وحي "وتوقيف" إلا أن أبا١ علي -رحمه الله، قال لي يومًا: هي من عند الله، واحتج بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وهذا لا يتناول موضع الخلاف. وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن واضع عليها، وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة، فإذا كان ذلك محتملا غير مستنكر سقط: الاستدلال به. وقد كان أبو علي -رحمه الله- أيضًا قال٢ به في بعض كلامه وهذا أيضًا رأي أبي الحسن على أنه لم يمنع قول من قال: إنها تواضع منه٣. على أنه قد فسر هذا بأن قيل -إن الله سبحانه علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات: العربية


١ هو أبو علي الفارسي.
٢ أي القول بالتواضع والاصطلاح.
٣ الضمير يعود على آدم.

<<  <   >  >>