للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الإسلام دين ... لا دولة]

ما "الدين" ... وما هي طبيعته؟

ما هي "الدولة" ... وما هو اختصاصها؟

سؤالان يجيب عنهما الغربيون المسيحيون، قبل الدخول في دراسة الإسلام.

ودراستهم للإسلام بعدئذ، هي محاولة إخضاعه للتحديد الذي يحددونه من قبل: "للدين" و"للدولة" ... فإذا لم يطع الإسلام هذا التحديد، قضوا في شأنه بأنه ليس وحيا ولا رسالة من السماء، وهو على الأكثر رسالة إصلاحية بشرية قام بها زعيم أو مصلح إنساني.

أما تحديدهم "للدين" و"للدولة" معا، فمأخوذ من واقع الصلة بين المسيحية والحكومة في نظر الغربيين أنفسهم ... تلك الصلة التي تأثرت بعوامل مختلفة، وتبلورت أخيرا فيما يسمى الآن بـ"الكنيسة" و"الدولة" أو بتمايز "السلطتين".

والحكومة الغربية -في تطورها الأخير- منتزعة من الصراع بين الكنيسة كسلطة إلهية حكمت وتحكم باسم الرب والإله، وبين الجهة الأخرى المعادية لسلطان رجال الدين في مجالات الحياة المختلفة، والتي حرصت على أن تشق عصا الطاعة لهم ... جهة أصحاب الإقطاع وأصحاب السلطة من الأمراء، وأصحاب النفوذ الفكري من الفلاسفة، والأدباء، والعلماء.

والسؤال هنا الذي يختلف الطرفان المتصارعان في الإجابة عنه هو: إلى أي مدى يكون للكنيسة "أي: لرجال الدين" سلطة وسلطان؟. هل تمثل الكنيسة السلطة العليا والأخيرة في تتويج الملوك، وإقامة الحكومات واختيار قادة الجيش، وإعلان الحرب، وعقد السلام ... إلى غير ذلك من المهام التي تباشرها "سلطة" لا تعقيب عليها؟

<<  <   >  >>