للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما سجى الليل أو تفرّى ... صبح أدام الإله عزه

فأجابه البرزهيّ:

شعر علا الشّعريين عزّه ... لو شاعر البحتريّ بزّه

أكرمني بارع خبير ... به أدام الإله عزّه

رأيت نفسي وقد رأته ... كثيّرا في وصال عزّه

خرجت أوكدت عن إهابي ... لحسن ذاك القريض هزّه

[٢١٢] كأنني غيطل مضل ... شاهد بعد الضلال فزّه

يفديك من كل ما يحاشى ... صديقك البرزهيّ حمزه

ويزيد ديوان البرزهيّ على عشرة آلاف بيت.

وعلى خلاف عادة الفضلاء وسيرتهم فقد ألهاه المال والانغماس بقضاء الشهوة، فكان فارغا من الخير والتجربة، أسلم نفسه للهوى، وابتعد عن مدرج الصواب، انتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة وهو سكران ملتخّ في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة، قال الإمام علي بن أبي صالح الخواريّ في رثائه:

توفي أبو القاسم البرزهيّ ... وكان به بيهق قد زهي

فلم لا تنوح على فضله ... وعقد دموعك لم لا يهي

لقد كنت صاحبه مدة ... وقد فزت منه بما أشتهي

وضاعت تصانيفه بعده ... وكانت تعزّ لديه فهي

وكان يبجّل عند السراة ... وعمّا يحاول لم يجبه

فإما تناهى به عمره ... فطيب مساعيه لا ينتهي

والعقب منه: أبو المعالي، وكان رئيسا متجملا ذا مروءة، والعقب منه: علي،

<<  <   >  >>