للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزاوية.

معجبة حبائلها ملازمة للشرب. فلو كانت عاقلة لكانت نداما. وكل قواديسها مركب مفيد بالوضع. فلو كانت عاقلة لكانت نداما. وكل قواديسها مركب مفيد بالوضع. فول كان لفظا لكان كلاما. من كل ممنطق يروي عن الحبال، ويجود بذوب الفضّة على السؤال. ويخدم على رأسه إذا جاء زوّار. وهو مع كرمه لا يبالغ في الفخر. ولو شاء لقال: أنا فخّار.

وما هي عند السقي إلّا كواكب، قد قرن بالسعادة منها الطالع والغارب. ومنازل أنواؤها متصلة الري، تسر الولي، في الزاوية بالوسمي. إلّا أنا نقوم عندها لله بالحق الأوجب، وكم ندى بمائها الروض فلم يكن المنادى مضافا، بل طاب فإخرج نباتا طيبا كرم أنواعا وأصنافا. وسرى إلى الأشجار فألقته في عيونها، وظهرت ينابيع حكمته من قلوبها على ألسنة غصونها. فدعت إلى الاعتبار، فزينت كمائم قلوبنا بأزهار الأسرار.

زاد الله في معاني مولانا السلطان الباهر الأنوار. الذي زيّن بأفعاله الجميلة وجوه الأزمان والأعصار.

[- ذكر الناعورة: وأوصافها المحمودة المأثورة:]

ولما رأى مولانا أيّده الله أن هذه السانية قد لا تبالغ في العطية. ولا يسرع بعمل فريضة دورانها الحمارية. وإنه قد يحتاج إلى أكثر من مائها. وأعظم من نائلها وحبائها. أمر رضي الله عنه أن تعمل على نهرها ناعورة توفي بالمقصود ويحسب ماؤها المستوى على وجودها بالجود.

فلا يزال الليل والنهار مطردا. مجددا لحكمه الثابت بالقياس الجلي ومؤكدا. فجاءت ناعورة جميلة الآثار. مقبولة العمل وإن صلّت مستندة إلى الجدار. عزيزة عند أهل الشرع.

مرجوة في كل أحيانها للنفع إلّا أنها تسرق الماد من حرزة فلا يحكم عليه بالقطع.

بديعة روت من أحاديث المحاسن كل مسند، وغنت على جانب المسجد فكان غناؤها على معبد. مرفعة علية، فريضة دولا بها منبرية. مقدمة تحب فضل جسارة، وتقهر سيف النهر بقناة إلى الزاوية خطارة.

ولم أر قبل مائها مسلسلا يدخل الجنة على حاله، وبارد المزاج يسرع أتم الإسراع في حركته وانتقاله. جارية بادية الزينة. حكم عليها منجم نهرها بالطينة، فرأى طالعها أسعد طالع. محقّق الدرجة ليس يشان بقاطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>