للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي بها فيعطيه ما قدر له، فكان هذا القاضي إذا أتى الفقير يقول له: (حاصل ما ثم) «١٧٤» ! أي لم يبق من المال الحاصل شيء، فلقّب بذلك ولزمه.

وبها من المشايخ الفضلاء الصالح شهاب الدين بن الصباغ، أضافني بزاويته، وسافرت منها إلى مدينة إخميم «١٧٥» وهي مدينة عظيمة أصيلة البنيان، عجيبة الشأن بها البربي المعروف باسمها، وهو مبني بالحجارة في داخله نقوش وكتابة للأوائل، لا تفهم في هذا العهد وصور الأفلاك والكواكب، ويزعمون أنها بنيت والنسر الطائر ببرج العقرب، وبها صور الحيوانات وسواها، وعند الناس في هذه الصور أكاذيب لا يعرج عليها.

وكان بإخميم رجل يعرف بالخطيب أمر على هدم بعض هذه البرابي وابتنى بحجارتها مدرسة، وهو رجل موسر معروف بالإيثار، ويزعم حساده أنه استفاد ما بيده من المال من ملازمته لهذه البربى. ونزلت من هذه المدينة بزاوية الشيخ أبي العباس بن عبد الظاهر، «١٧٦» وبها تربة جدّه عبد الظاهر، وله من الاخوة ناصر الدين ومجد الدين وواحد الدين، ومن عادتهم أن يجتمعوا جميعا بعد صلاة الجمعة ومعهم الخطيب نور الدين المذكور وأولاده وقاضي المدينة الفقيه مخلص وسائر وجوه أهلها فيختمون القرآن ويذكرون الله إلى صلاة العصر، فإذا صلوها قرأوا سورة الكهف ثم انصرفوا.

وسافرت من إخميم إلى مدينة (هو) «١٧٧» مدينة كبيرة بساحل النيل، وضبطها بضم الهاء، نزلت منها بمدرسة تقي الدين ابن السراج ورأيتهم يقرءون بها في كل يوم بعد صلاة الصبح حزبا من القرآن ثم يقرءون أوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي وحزب البحر وبهذه المدينة السيد الشريف أبو محمد عبد الله الحسنى من كبار الصالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>