للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جدّتهما على جميعهم السلام، ثم يدعو للملك الناصر، ثم للسلطان المجاهد نور الدين علي بن الملك المؤيد داوود بن الملك المظفر يوسف بن عليّ بن رسول «٢١٤» ، ثم يدعو للسيدين الشريفين الحسنيّين: أميري مكة: سيف الدين عطيفة وهو أصغر الأخوين، ويقدم اسمه لعدله، وأسد الدّين رميثة ابنى أبي نمى بن أبي سعد بن علي بن قتادة، وقد دعا لسلطان العراق مرة ثم قطع ذلك، فإذا فرغ من خطبته صلى وانصرف، والرايتان عن يمينه وشماله والفرقعة أمامه إشعارا بانقضاء الصلاة، ثم يعاد المنبر إلى مكانه إزاء المقام الكريم.

[ذكر عادتهم في استهلال الشهور]

وعادتهم في ذلك أن يأتى أمير مكّة في أول يوم من الشهر وقواده يحفّون به وهو لابس البياض، معتمّ متقلد سيفا وعليه السكينة والوقار فيصلّي عند المقام الكريم ركعتين ثم يقبّل الحجر ويشرع في طواف أسبوع، ورئيس المؤذنين على أعلى قبة زمزم، فعند ما يكمل الأمير شوطا واحدا ويقصد الحجر لتقبيله يندفع رئيس المؤذنين بالدعاء له، والتهنئة بدخول الشهر رافعا بذلك صوته ثم يذكر شعرا في مدحه ومدح سلفه الكريم ويفعل به هكذا في السبعة أشواط فإذا فرغ منها ركع عند الملتزم ركعتين، ثم ركع خلف المقام أيضا ركعتين ثم انصرف، ومثل هذا سواء يفعل إذا أراد سفرا وإذا قدم من سفر أيضا.

[ذكر عادتهم في شهر رجب]

وإذا أهل هلال رجب «٢١٥» أمر أمير مكة بضرب الطبول والبوقات إشعارا بدخول الشهر، ثم يخرج في أول يوم منه راكبا ومعه أهل مكة فرسانا ورجالا على ترتيب عجيب، وكلهم بالأسلحة يلعبون بين يديه، والفرسان يجولون ويجرون، والرجالة يتواثبون، ويرمون بحرابهم إلى الهواء ويلقفونها والأمير رميثة والأمير عطيفة، معهما أولادهما وقوادهما، مثل محمد بن ابراهيم، وعلي وأحمد ابنى صبيح وعلي بن يوسف، وشداد بن عمر، وعامر الشّرق، ومنصور بن عمر وموسى المزرق وغيرهم من كبار أولاد الحسن ووجوه القواد، وبين أيديهم الرايات والطبول والدّبابت «٢١٦» ، وعليهم السكينة والوقار، ويسيرون حتى ينتهون إلى الميقات، ثم يأخذون في الرجوع على معهود ترتيبهم إلى المسجد الحرام، فيطوف الأمير بالبيت،

<<  <  ج: ص:  >  >>