للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالثة: تسمى تغلق أباد «٧٣» باسم بانيها السلطان تغلق والد سلطان الهند الذي قدمنا عليه، وكان سبب بنائه لها أنه وقف يوما بين يدي السلطان قطب الدين فقال له: يا خوند عالم، كان ينبغي أن تبني هنا مدينة، فقال له السلطان متهكما: إذا كنت سلطانا فابنها، فكان من قدر الله أن كان سلطانا فبناها وسماها باسمه! والرابعة: تسمى جهان پناه «٧٤» وهي مختصة بسكنى السلطان محمد شاه، ملك الهند الآن الذي قدمنا عليه، وهو الذي بناها وكان أراد أن يضم هذه المدن الأربع تحت سور واحد فبنى منه بعضا وترك بناء باقيه لعظم ما يلزم في بنائه.

[ذكر سور دهلي وأبوابها.]

والسور المحيط بمدينة دهلي لا يوجد له نظير، عرض حائطه إحدى عشرة ذراعا، وفيه بيوت يسكنها السمّار وحفّاظ الأبواب، وفيها مخازن للطعام ويسمونها الأنبارات «٧٥» ومخازن للعدد ومخازن للمجانيق، والرّعادات «٧٦» ، ويبقى الزرع بها مدة طائلة، لا يتغير ولا تطرقه آفة. ولقد شاهدت الأرزّ يخرج من بعض تلك المخازن ولونه قد اسودّ، ولكن طعمه طيب، ورأيت أيضا الكذرو يخرج منها، وكل ذلك من اختزان السلطان بلبن منذ تسعين سنة، ويمشي في داخل السور الفرسان والرجال من أول المدينة إلى آخرها وفيه طيقان مفتحة إلى جهة المدينة يدخل منها الضوء، وأسفل هذا لسور مبني بالحجارة وأعلاه بالآجر وابراجه كثيرة متقاربة.

ولهذه المدينة ثمانية وعشرون بابا، وهم يسمون الباب دروازة، فمنها دروازة

<<  <  ج: ص:  >  >>