للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتوا تلك الليلة برجلين أحدهما الطاحوني وسمونه الخرّاص والآخر الجزّار ويسمّونه القصّاب، فقالوا لنا: خذوا من هذا كذا وكذا من الدقيق، ومن هذا كذا وكذا من اللحم، لأوزان لا أذكرها الآن.

وعادتهم أن يكون اللحم الذي يعطون بقدر وزن الدقيق، وهذا الذي ذكرناه ضيافة أمّ السلطان، وبعد ذلك وصلتنا ضيافة السلطان، وسنذكرها، ولمّا كان من غد ذلك اليوم ركبنا إلى دار السلطان وسلّمنا على الوزير فأعطاني بدرتين: كلّ بدرة من ألف دينار دراهم، وقال لي هذه سرششتي «٨٢» ومعناه لغسل رأسك وأعطاني خلعة من المرعزّ، وكتب جميع أصحابي وخدّامي وغلماني فجعلوا أربعة أصناف، فالصنف الأول منها أعطى كلّ واحد منهم مائتي دينار، والصنف الثاني أعطى كلّ واحد منهم مائة وخمسين دينارا، والصنف الثالث اعطى كلّ واحد مائة دينار، والصنف الرابع اعطى كلّ واحد خمسة وسبعين دينارا، وكانوا نحو أربعين، وكان جملة ما أعطوه اربعة آلاف دينار ونيفا.

وبعد ذلك عيّنت ضيافة السلطان، وهي ألف رطل هنديّة من الدقيق، ثلثها من الميرا، وهو الدّرمك، وثلثاها من الخشكار وهو المدهون، وألف رطل من اللحم، ومن السكّر والسمن والسليف «٨٣» والفوفل أرطال كثيرة لا أذكر عددها، والألف من ورق التنبول، والرطل الهنديّ عشرون رطلا من أرطال المغرب، وخمسة وعشرون من أرطال مصر، وكانت ضيافة خذا وندزادة أربعة آلاف رطل من الدقيق ومثلها من اللحم مع ما يناسبها مما ذكرناه.

[ذكر وفاة بنتي وما فعلوا في ذلك.]

ولمّا كان بعد شهر ونصف من مقدمنا توفّيت بنت لي سنّها دون السنة «٨٤» ، فاتّصل خبر وفاتها بالوزير فأمر أن تدفن في زاوية بناها خارج دروازة بالم بقرب مقبرة هنالك لشيخنا ابراهيم القونويّ، فدفنّاها بها، وكتب بخبرها إلى السلطان فأتاه الجواب في عشّى اليوم الثاني، وكان بين متصيّد السلطان وبين الحضرة مسيرة عشرة ايّام.

وعادتهم أن يخرجوا إلى قبر الميت صبيحة الثالث من دفنه ويفرشون جوانب القبر بالبسط وثياب الحرير ويجعلون على القبر الأزاهير، وهي لا تنقطع هنالك في فصل من

<<  <  ج: ص:  >  >>