للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن الدخول أإلى هذا الجامع والصلاة فيه تزيل الكرب وتفرج الهموم وهذا مشاهد مرئي. وكيف لا وقد بني في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما تقدم. وقد خطب فيه الصالحون والأخيار كعمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك.

[ابن نباته الشاعر الخطيب] :

(٣٠ ظ) ف وأخيرا خطب فيه الخطيب أبو يحيى عبد الرحيم الفارقي ابن نباتة؛ صاحب الخطب المشهورة التي وقع الإجماع على أنه ما عمل مثلها. وقصة رؤياه للنبي صلى الله عليه وسلم وتفله في فيه مشهورة. فأقام ثمانية عشر يوما لا يطعم ولا يشرب ببركتها وبحلب اجتمع بالمتنبي. وكان سيف الدولة يفتخر به. وتوفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بميافارقين.

ودفن بها. ومولده سنة خمس وثلاثين. وترجمته مشهورة فلا نطول بها. والخطيب شهاب الدين الأنصاري المتقدم ذكره. ولقد قام مرة إلى بئر ببيته يستسقي الماء فخرج له الدلو ملآن ذهبا فافرغه. وقال: أريد ماء فاتتني الصلاة بالجامع لما تكرر عليه. وكان مع ذلك يعنى صلاحه خلفه شخص أعجمي لا يصلي خلفه في بعض الأحيان فعاتبه في ذلك. فقال «١» :

أنت قلبك في ياقد القدس «٢» ، لا في المحراب. أشار بذلك إلى أن حصة بالقرية المذكورة وقف على الخطيب وكان أحيانا يعرض ذكرها على قلب الإمام المذكور في الصلاة. انتهى.

قلت: وأذكرني هذا ما اتفق لبعض الفقراء أنه صلى مؤتما ببعض أخوته فعرض للإمام عارض دنيوي في صلاته. فقطع المأموم الصلاة. فشكاه الإمام إلى شيخهما

<<  <  ج: ص:  >  >>