للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما عصى تغرى برمش وخرج عن طاعة الظاهر أجلس جماعة من مماليكه داخل هذه المدرسة يرمون على القلعة بالنشاب فرمى عليهم أهل القلعة بالمكحلة «١» . فأثرت أحجار المكحلة بحائط المدرسة. انتهى.

وأول من درس بها وافتتحت به القاضي بهاء الدين بن شداد- المتقدم ذكره- فذكر فيها الدرس يوما واحدا يوم السبت ثامن من عشر شعبان من السنة المذكورة.

ووليّ نظرها فولاها القاضي زين الدين أبا محمد عبد الله الأسدي «٢» ، قاضي القضاة بحلب، فلم يزل مدرسا بها إلى أن توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة وكان يدرس بها المذهبين فوليها بعده ولده القاضي كمال الدين أبو بكر ابن أحمد ولم يزل مدرسا بها إلى استيلا [ء] التتر على حلب. وكان أيضا يدرس المذهبين الشافعية والحنيفة.

ولم تزل الدروس تقام بها كغيرها من المدارس حتى أن بعض القضاة بحلب كان مدرسا بها فحصل من وقفها شعير فأكله ولم يعط للفقهاء فشكو [ا] للشيخ أبي جلنك ذلك فقال: في غد لا يحضر أحد منكم معه الدرس. وأنا أحضر فاتفق أنه بكرة النهار حضر المدرس ولم يحضر معه أحد. وحضر الشيخ أبو جلنك فقال له: أين الفقها [ء] . فقال راحوا إلى الدثار «٣» . فقال: وماذا يصنعون؟. قال: يرعون. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>