للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الداية: كنت أشتهي من الله أن يأخذ نور الدين حارم ويعطيني إياها. وقال صلاح الدين: كنت أشتهي مصر. ثم قالا لي تمن أنت شيئا فقلت: إذا كان مجد الدين صاحب حارم، وصلاح الدين صاحب مصر ما أصنع بينكما؟ فقالا لا بد أن تتمنى! فقلت: إذا كان ولا بد فأريد عم «١» . فقدر الله أن نور الدين كسر الفرنج وفتح حارم وأعطاها مجد الدين وأعطاني عم فقال صلاح الدين: أخذت أنا مصر.

فإننا كنا ثلاثة. وقد بقت أمنيتي. فقدر الله (٦٤ و) ف تعالى أن فتح (٦٣ و) م أسد الدين مصر. ثم آل الأمر إلى أن ملكها صلاح الدين وهذا من غرائب الاتفاقات. انتهى.

ولما عدد ابن شداد والمساجد التي بالحاضر السليماني قال: مسجد الأمير سيف الدين بن علم الدين. قال: ومسجد أنشأه المذكور «٢» انتهى.

فالحاصل أن له مسجدين أحدهما كان إلى جانب هذه المدرسة وقد اندثر. وبقى محرابه. والثاني: هو الذي تقام الآن فيه الجمعة المعروف بجامع السلطان المذكور في الجوامع. انتهى.

وهذه المدرسة عظيمة كثيرة البيوت للفقهاء. وبها منارة محكمة. وكان بها بركة ماء.

وقد صارت الآن في الخراب، لا مدرس، ولا باب، وربما سد بابها في بعض الأحيان لخلو البقعة من السكان، وكانت أولا قائمة الشعار.

أول من درس بها عز الدين محمد بن أبي الكرم بن عبد الرحمن السنجاري. انتقل إلى حلب سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فتولى تدريس المدرسة المذكورة.

ثم خرج منها إلى دمشق وأقام إلى أن توفي في سنة ست وأربعين بعد أن تولى

<<  <  ج: ص:  >  >>