للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الخميس بعد العصر توفي الشيخ شهاب الدين أحمد بن عز الدين الحاضري كان تاجرا بسوق الحرير، ويقرأ السبع بالجامع الأموي بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب إلى العشاء. وقبل صلاة الجمعة سنين عديدة، ويواظب على ذلك. وعمي في آخر عمره. وهو إنسان حسن تفسير المنامات.

وقرأ عند الاحتضار سورة الرعد، وابتدأ في حم فمات. قرأت عليه مجلسا بحضرة السنباطي والسخاوي من النسائي الصغير لأنني رأيت بخط والدي أن أحمد بن عز الدين الأكبر سمع شيئا منه. ثم اختلفنا هل هو الأكبر والأصغر وصلى عليه يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع حلب، ودفن عند أبيه خارج باب المقام.

وفي نهار الاثنين ... «١» عشري القعدة توفي الشيخ جمال الدين يوسف الكردي بقرية زرزو من عمل القصير. وسبب ذلك أنه وقع بين طائفتين من الأكراد وهما أولاد خشان أبو بكر وابن أخيه- وهما أمراء الروج- عمر وبين أحمد كبير قسطون فتنة أسفرت عن قتلى وأحضر عمر بن خشان إلى دار العدل وادعى عليه فقال: لم أكن مع المتفرقين عن القتال فأحضر شاهدا يقال له: حسن الكردي فشهد عليه. فطلب القاضي تعديل. فقال الشيخ يوسف:" النبي صلى الله عليه وسلم قال:

يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله." فقلت:" هذا أمر لا خبر. إلا لزم الخلف".

فحقد ذلك؛ وقال:" اقتلوا هذا فإنه مستحق القتل". فقلت:" لابد أن تبين السبب". فانفصل المجلس. وعقد مجالس بدار العدل بسبب ذلك. ثم إنه تكفل بمال عظيم عن ذمة ابن حبيب. وولاه التكلم على الأكراد فذهب الشيخ يوسف إلى بلد القصير لتحصيل المال، فمات هناك. وكان فاضلا، ذكيا. فقيها. قرأ على والدي

<<  <  ج: ص:  >  >>