للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعرب واعتقادي أنهم لن يثوروا ضدنا أو يطعنونا من الخلف؟

[هجوم الحملة على القناة وفشلها وعدد من قتل وأسر وجرح فيها:]

المفهوم من كلام جمال باشا في مذكراته أن الوقت الذي كان معينا لعبور القناة هو الليل، غير أن الجيش المعدّ للعبور تأخر وصوله، وحينما بدأ بمد الجسور المتحركة وشرع بالعبور كانت الشمس في الأفق، فصارت أعمال الجيش ظاهرة للإنكليز فهبوا للدفاع عن نقطة العبور مباشرة بما كانت نتيجته تحطيم الجسور عدا ثلاثة منها. وكان قد تمكن من العبور ٦٠٠ مجاهد فأسرهم الإنكليز. وهاك بيان خسائر هذه الحملة:

ضابط/ ١٤/١٥/-/ ١٥ جندي/ ١٧٨/٣٦٦/٦٠٠/٧١٢ ولكن الإنكليز قدروا خسائر الأتراك في هذه الحملة بألف قتيل وألفي جريح وستمائة وخمسين أسيرا.

[مقتل زعماء الجمعية اللامركزية:]

في رجب هذه السنة (١٣٣٤) الموافق مايس سنة ١٩١٦ م ورد الخبر من دمشق وبيروت بتعليق واحد وعشرين شخصا من أفراد الجمعية التي كانت- قبل أربع سنوات- عقدت في مدينة باريس مؤتمرا عربيا للمفاوضة في طلب الحاكمية اللامركزية للبلاد السورية تحت سيادة الدولة العثمانية. وقد علّق منهم في بيروت أربعة عشر شخصا وفي دمشق سبعة أشخاص، علّقوا كلهم في ليلة واحدة، فارتاع الناس من هذا الخبر وداخلهم من القلق والوحشة ما لا مزيد عليه. وقد بسط جمال باشا في مذكراته الكلام على أعذاره في تعليقهم. وسنتكلم على ذلك في الآتي.

[قيام حضرة الشريف حسين على تركيا:]

في شعبان هذه السنة (١٣٣٤) تواردت الأخبار بأن حضرة الشريف حسين بن الشريف علي- أمير مكة المكرمة- قد تظاهر بالعداء حيال الدولة العثمانية. ثم تواردت

<<  <  ج: ص:  >  >>