للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زقاق الهواء قرب باب الجنان وغربا جادة الخانات الكائنة وراء السور الممتدة من باب انطاكية إلى باب الجنان. وهي محلة طيبة المناخ لارتفاعها وخلوها من الماء الجاري وآبارها مالحة سحيقة وفيها آبار يجمع ماؤها من المطر ويكثر فيها البعوض في فصل الصيف والخريف وهي أسرع محلات حلب تأثرا بالزلازل وقل أن يوجد فيها غرفة عالية يسلم بناؤها من الخلل وسبب ذلك ارتفاع المحلة وعمق أسس البناء فيها بحيث يستغرق إتقانها نفقة طائلة قل من يستطيعها.

[آثارها]

[جامع التوتة]

داخل باب أنطاكية وهو أول مسجد اختطه المسلمون بحلب، ولما فتحوها ودخلوا إليها من الباب المذكور وقفوا في موضع هذا المسجد وحفوا حوله بالتراس ثم بنوه مسجدا.

وكان يعرف بالعمري لحدوثه في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، ثم بالغضايري نسبة إلى عبد الحميد الغضائري نسبة إلى الغضائر وهي الأواني التي يؤكل فيها تعمل من خزف وغيره. وهذا الرجل أحد الأولياء من أصحاب السري السقطي وحج من حلب ماشيا أربعين حجة، ثم عرف بمسجد شعيب نسبة إلى شعيب بن أبي الحسين بن أحمد الأندلسي الفقيه الزاهد وكان نور الدين يعتقده فعمر له المسجد مدرسة حين وروده إلى حلب ووقف عليها وقفا ورتبه فيها مدرسا على المذهب الشافعي ولم يزل مدرسا فيها حتى توفي سنة ٥٩٦ في طريق الحجاز. قلت: هذا المسجد الآن سماوي صغير مشتمل على حوض في غربيه ينفذ منه الماء إلى القسطل الذي على بابه أحدثه أهل المحلة وله منارة قصيرة فوق بابه وفيه قبلية صغيرة في شرقيها شبه حجرة فيها قبر لأحد الصالحين وبعض جدرانه باقية من آثار نور الدين رحمه الله والقدم ظاهر عليها، وهو عامر تقام فيه الصلوات والجمعة وأوقافه جزئية قائمة بضرورياته.

وفي هذه المحلة أيضا مسجد في رأس زقاق الخواجه موجه شرقا تقام فيه الصلاة السرية ويوجد بعد بضع خطوات سبيل تجاه جنينة كان محلها حمام الخواجه ثم يكون جامع الخواجه وله منارة وتقام فيه الصلوات والجمعة مكتوب على حجر مرصوف بظاهر جدار قبليته

<<  <  ج: ص:  >  >>