للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كراماته:]

وكما جرت العادة أن ينسب لكل ولىّ أو صوفىّ كرامات، كذلك ذكرت كتب الطبقات بعض الكرامات التى تنسب إلى ابن عطاء الله، وعددها دالّ على منزلته كصوفىّ كامل واصل إلى الله، وفى هذا المقام يروى ابن حجر العسقلانى القصة التالية: «يقال: إن ثلاثة قصدوا مجلسه، فقال أحدهم: لو سلمت من العائلة لتجردت. وقال آخر: أنا أصلى وأصوم ولا أجد من الصلاح ذرّة.

وقال الثالث: أنا صلاتى ما ترضينى فكيف ترضى ربى؟ فلما حضروا مجلسه قال فى أثناء كلامه: ومن الناس من يقول كذا وكذا، وأعاد كلامهم بعينه» .

وقد ذكر لنا المناوى فى كتابه «الكواكب الدرية» واقعتين أخريين خارقتين للعادة، وعدّهما من قبيل الكرامات، ففى الأولى يقول: إن الشيخ الكمال ابن الهمام زار قبره، فقرأ عنده سورة هود حتى وصل إلى قوله: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

* فأجابه ابن عطاء الله من القبر بصوت عال: يا كمال، ليس فينا شقى! .. فأوصى أن يدفن بجواره.. والواقعة الثانية: أن رجلا من تلاميذ ابن عطاء الله حجّ، فرأى الشيخ (ابن عطاء الله) فى المطاف، وخلف المقام، وفى المسعى، وفى عرفة، فلما رجع سأل عن الشيخ: هل خرج من البلد فى غيبته فى البلاد الحجازية؟ قالوا: لا، فدخل إليه وسلّم عليه، فقال له:

من رأيت فى سفرتك من الرجال؟ قال: يا سيدى رأيتك. فتبسّم وقال: الرجل الكبير يملأ الكون، لو دعى القطب من حجر لأجاب «١» .

[إنتاجه العلمى ومصنفاته:]

أمّا عن إنتاج ابن عطاء الله العلمى، فقد ترك لنا عددا كبيرا من