للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبر الشيخ سلامة أبى طرطور*

وبعد أن تترك مسجد السادات الوفائية تسير مقدار خمسين خطوة فأكثر للجهة الغربية على يسارك، تجد حومة بها رجل صالح اسمه أبو طرطور، وحوله يمينا وشمالا قبور كثيرة كلها أولياء، قد محيت أضرحتهم، وما بقى منها إلّا بعض معالم رسوم البناء.

وقبره- أى الشيخ سلامة- يقع إلى الشمال الشرقى من مسجد السادات الوفائية، وقد أشار ابن الزيات إلى موضع تربته، وذكر أنه كان محبّا لسيدى أبى السعود بن أبى العشائر، وكانت بينهما أخوّة ومحبّة ومودّة.

ومن كراماته: أنه كان يعمل فى الطوب الآجرّ «١» بقليوب، فجاءه جماعة فقالوا له: قد وردنا على شيخك أبى السعود فأطعمنا طعاما فى شقف «٢» ، ولم نجد له آنية مليحة.. فاغتاظ الشيخ أبو طرطور وقال:

لو اختار شيخى الدنيا لقال لهذا الطوب: كن ذهبا فيكون ذهبا. قيل: فصار الطوب ذهبا فى الوقت والساعة. فقال: إنّما ضربت بك مثلا، عد إلى ما كنت عليه. فعاد الطوب إلى ما كان عليه.

وذكر السخاوى نقلا عن ابن الزيات أن تربته معروفة بتربة ابن أمير جندار. وقد بقيت آثار التركيبة الرخامية التى كانت تعلو قبره، وقد درس هذا القبر للأسف. وفى الكوكب السيار أشار إلى مكان هذا القبر فى مواضع المزارات على خريطة القاهرة وقال: إن أثر القبر باق، ولكنه فى حالة سيئة «٣» .

***