للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فطر عليها، فقد كان منطويا يحب العزلة، ولا يطمئن إلّا إلى صحبة الفقهاء ورجال الدين، فحفظ القرآن الكريم والكثير من الأحاديث. فلما عرف السلطان عنه هذه الصفات قرّبه منه، وصار لا يبرح مجلسه، ولمّا طلب منه شاهين أن يتركه ويخليه لعبادة ربه أجابه إلى طلبه، وأعتقه، فساح إلى بلاد فارس، وهناك تتلمذ على يدى الشيخ العارف بالله تعالى عمر الروشنى بمدينة تبريز، حتى أصبح من أقرب تلاميذه ومريديه إليه. وأخذ عنه الطريق «١» .

ثم رجع إلى مصر، وصاحب ولّى الله سيدى محمد الدمرداش بالعباسية، وأصبح من أعز رفقائه ومريديه، ولذلك عرف باسم شاهين الدمرداشى المحمدى- كما ذكرنا آنفا.

كذلك أخذ الشيخ شاهين عن الشيخ أحمد بن عقبة اليمنى، وحسين جلبى المدفون بزاوية الدمرداش. ولما توفى الشيخ محمد الدمرداش ترك الشيخ شاهين العباسية وسكن الجبل المقطم، وبنى له فيه معبدا، وحفر له فيه قبرا «٢» .

ولم يزل الشيخ شاهين مقيما فى خلوته فى جبل المقطم لا ينزل إلى مصر نحو ثلاثين سنة، واشتهر أمره، فتردّد عليه الأمراء والوزراء لزيارته والتبرك به.

[وفاته:]

وكان- رحمه الله تعالى- كثير المكاشفة، قليل الكلام جدّا، وفى ذلك يقول الشعرانى: «تجلس عنده اليوم كاملا لا تكاد تسمع منه كلمة» . وكان