للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة والسلام، ثم من بعدهم أصحابهم، ثم الناس أشباه، وإن تفاوتت درجاتهم، وتباينت أقدارهم، لا يفضل فيهم إلا العلماء، الذين هم ورثة الأنبياء، والنفع بهم أعم من الأولياء.

فأما الأنبياء صلوات الله عليهم فقد تقدّم ما فيه كفاية من تقرير شرف المشرق بهم، وشرّف المغرب بسببهم، إذا كان بالمشرق مواضعهم ميلادا، ومباعثهم أحياء، ومدافنهم أمواتا، إلا من كان بمصر أو دخل إليها ممن ليس من أهلها، ثم خرج منها على ما بين فيما تقدم ببعض تفصيل فيه غنى «١» ، وكذا الشأن في الصحابة الفائزين بفضل السابقة، وقد مضت في هذا لمع أو مضت أشعتها «٢» ، ومضت وبقيت في الآذان سمعتها، ولو عدلوا بنظير في المغرب لذكرناهم، فإذ لم يكن فلنضرب عن ذكرهم صفحا، ولنكن لهم دون منبلج «٣» الليل صبحا، اللهم إلا من لزم ذكره مع طائفة لم يكن من ذكره معهم بدّ، ولا لسيل هذا التصنيف عنه مردّ، فإن انتصر منتصر للغرب فقال: لا يلزم من عدم الاطلاع على أن من الغرب أنبياء أنه لم يكن به أنبياء لقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ

«٤» ومن المحقق أن الغرب لم يزل فيه أمة بعد أمة. فالجواب:

إنه ليس في الآية ما يدل على ذلك، لأنه تعالى قال: (خلا فيها نذير) ولم يقل منها التي هي للتبعيض، ليكون النذير من أمة الغرب، كما هو في قوله تعالى:

لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

«٥» بمن التي هي للتبعيض، وقد قرأ بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>