للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جمع من صنوف شتات، وجدع من أنوف شبهات قعدت وبدا وبقي مثل السيف فردا.

قال ابن خلكان: كان من أئمة العربية، وأخذ النحو عن سيبويه، وكان أكثر منه. وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا وعرضه عليّ، وكان يرى أنه أعلم به منّي.

وحكى ثعلب عن آل سعيد بن سلمة، قالوا: دخل الفراء على سعيد المذكور فقال لنا قد جاءكم سيّد أهل اللغة، وسيّد أهل العربية، فقال الفرّاء: ما دام الأخفش بعائش فلا. قال:

وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب، وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومئتين، وقيل بل سنة إحدى وعشرين [ومئتين] ، ونسبته إلى ولاء المجاشع بن دارم التميمي «١» .

ومنهم:

١٢- صالح بن إسحاق الجرمي «١٣»

النحوي أبو عمرو، صاحب المختصر في النحو. بصري سام في القدماء شططا، وسار في السماء خططا، وأينعت له ثمرته فهذّبها، وتنوعت له مسرتها فنهبها، وعزت عليه أعماله فما أذهبها، كان لا يضيع الأعمال في غير عمل يقدّمه، وميل يقوّمه، وأود يقيمه، وحدد لاحب «٢» يديمه. عاهد زمانه على عرض يقيه وعلم يبقيه وعمر في غير التقوى لا يبليه، وكرم في سوى الجميل لا يوليه، فحمدت مدّته، وحسنت على طوال الليل جدّته، وكان ذا فكر لا يحتجب عليه مخبأة في خدر، ولا محجبه من وراء ستر، فلم يباعده مدام، ولم

<<  <  ج: ص:  >  >>