للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنّ (مصابكم) مصدر بمعنى إصابتكم فأخذ الزيدي «١» في معارضتي، فقلت، هو بمنزلة قولك إنّ ضربك زيدا، فالرجل مفعول مصابكم، وهو منصوب به، وقال هل لك من ولد؟

قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ما قال لك عند مسيرك. قلت أنشدت قول الأعشى:

[المتقارب]

يا أبت لا ترم عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم

أرانا إذا أضمر تك البلاد ... بها «٢» وتقطّع منّا الرّحم

فما قلت لها، قلت قول جرير: [الوافر]

ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنّجاح

قال: على النجاح إن شاء الله، ثم أمر لي بألف دينار، وزودني مكرما، فلما عاد إلى البصرة، قيل لي كيف رأيت يا أبا العباس؟ [قلت] : رددنا لله مئة، فعوضنا ألفا «٣» وتوفي سنة تسع وأربعين ومئتين، وقيل سنة ثمان وأربعين بالبصرة.

ومنهم:

١٤- المبرد أبو العبّاس محمد بن يزيد بن مالك بن الحارث الثّمالي «١٣»

الأزدي البصري، رام العلياء فنالها، وأمّ النجوم فأدنى منالها، فصار علما يعشى إلى ضوء ناره، وقمرا يهتدى بأنواره، تميّز في إعلام زاد صيته فهمّ على الغيوث السواكب وتزينت الأرض بهم زينة السماء بالكواكب، فشاع فضله، وشاء الله أن يمتد ظلّه، ففضل على إياس في ذكائه، وحفظ به الفضل بعد ذهاب دمائه، ولم تذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>