للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

٤- محمد بن جعفر

أبو عبد الله القزاز «١٣» التميمي. لا ينسج له طرح، ولا يغار لبزّه على شرح. هو أدرى بنسيج حلله، وأعرف بقدر خلله.

يسلم القريض منه إلى بزازه. ويقدم منه إلى العلم بما هو أوفق لطرازه. لو سبق ميلاده في تميم لألحقته بفرزدقها «١» ، ولرنت شمسه فقمره في أفقها. قال ابن رشيق: كان الغالب عليه النحو واللغة والافتنان في التأليف. وله شعر ربّما جاء به مفاكهة وممالحة من غير تحضر له ولا تجفل. فبلغ بالرفق والدعة أهل القدرة على الشعر من توليد المعاني، وتوكيد المباني علما بمفاضل على الرحب والسعة أقصى ما يحاوله الكلام وفواضل النظام ومما أنشد له، قوله: [البسيط]

هذا أخي وشقيقي المرتضى ويدي (م) ... اليمنى وموضع أسراري وإعلاني

دعا فعمّ الورى طورا وأسقطني ... إسقاطك النون من ترخيم عثمان

وكنت في النفري «٢» أدعى فصرت لقى «٣» ... لا أوّل الجفلى أدعى ولا الثّاني

وقوله وذكر ثلاثة أقبر فاقتص أثر النجوى في الوزن والرويّ والمعنى ثم أجاد وزاد: [الطويل]

ألا قل لدهر فرّق الدهر شملهم ... فمن منجد بادي المحل ومتهم

إذا يمّم الحادي بكم قصد بلدة ... فسرتم على قبر هناك معظّم

تحلّ بمثواه الوفود رحالها ... وتنحر أبناء الجديل وشدقم «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>