للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلس في أثوابها القشب وظفرت أقطارها بقطار ينبت العشب. فجرّت به ذيل الأحيان، وهمت النجوم بالأعيان.

قال ابن خلكان: كان من أهل النحو واللغة، وله معرفة تامة بالكلام على معاني الشعر، حافضا للأشعار ذاكرا للأخبار وأيام الناس. وكان مصدّرا بالأندلس وإقراء الأدب. وولي الوزارة للمكتفي بالأندلس.

ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئة، وتوفي في ثالث عشر ذي القعدة سنة إحدى واربعين وأربعمائة «١» .

ومنهم:

٧- أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي «١٣»

النحوي المفسّر. نيّر لا يخفى وشمعة صباح لا تطفى. فتّق للعلم الأذهان، وفتح مقفله حتى هان. ونشأ بالمهدية، القرية التي هي حاضرة البحر، والضاربة منه في النحر كرسيّ الخلافة ومحلّ الأنافة. فكان حيث كان أسناها، ومكان حسناها. ولم يعد يذكر بحرها الزاخر معه، ولا ملكها المطاع إذا دخل معمعه. فسّر القرآن وألقى الجران «٢» ، وأضهر الآي وكف اللأي. أجاد فيه الكلام، وأجال الرأي والأقلام. أصله من المهديّة من إفريقية، ودخل الأندلس في حدود الثلاثين وأربعمائة، وألّف كتبا نافعة مثل كتاب التفضيل في التفسير، وهو كثير مشهور في الآفاق. وله تعليل القرآن، أنفع من الحجة لابي علي الفارسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>