للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حل. فقلت: يا سيدي! ما قلته إلا غيرة. فقال: يا أبا بكر! لا تتهم أقواما انتخبهم الحق في سابق علمه، وأظهرهم بكرامة وحدانيته، حتى إذا كان في وقت بدوّهم، استخرجهم من الذرّ لخاصّته، وعجن أرواحهم بأنوار قدسه، وأقامهم بين يديه، ونظر إليهم بعين رحمته، وألبسهم تيجان ولايته، فإن دعوه أجابهم، وإن سألوه أعطاهم، وإن استحجبوه غطّاهم، لا تدركهم خفيات الألحاظ، ولا يغيرهم ترجمان الأسرار، فهم به ينظرون، وإليه في جميع الأشياء عن الأشياء مستغنون. فنظرت، فلم أرهم!.

ومنهم:

١٠٤- أبو الحسين بن بنان «١٣»

من كبار مشايخ مصر ومقدّميهم.

أدّى للآخرة فرضها، ووفى من الدنيا قرضها، ولم يرض بعاجل أجله بوس، وأجن صفوه ذهاب نفوس، وحبال البلايا آسره، وعقاب المنايا كاسره، ومناسر الأهلّة خواطف، ونواشر الأيام المملة غير عواطف، ونوب الليالي سجال، وريب الحدثان المتوالي عجال، فلم ير زخارف الغرور من حظه، ولا رمق رونقها الزور إلا بمؤخّر لحظه، حتى طفئت الشرارة، وحل القرارة، وودّع متبوعا بالبكاء، ممنوعا من البلاء.

صحب الخرّاز، وإليه ينتمي «١» .

مات في التيه «٢» ، وسببظ ذلك: أنه ورد على قلبه وارد، فهام على وجهه، فلحقوه في وسط

<<  <  ج: ص:  >  >>