للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمر الغلمان بأن ينيّموه على قفاه، ويفتحوا فاه، ثم جعل يبلعه الطحلب كرها، ويطالبه ببلعه، والرجل يستغيث!، والرازي لا يكف، إلى أن ذرع «١» الرجل القيء، فقذف ما في جوفه، وإذا به قد اعتلقت به علقة، لأن الطحلب لما وصل إليها قرمت «٢» إليه بالطبع، والتفّت عليه. ثم قام الرجل معافى.

وقال ابن معرّف «٣» :" كان الرازي يقول: أنا لا أسمي فيلسوفا إلا من علم صناعة الكيمياء، لأنه يكون قد استغنى عن [التكسب من أوساخ] الناس، وتنّزه عما في أيديهم، [ولم يحتج إليهم] ."

وحكي أن الوزير أكل عند الرازي أطعمة استطابها، فتحيّل في مشتري طباخته ثم لم يجد بطبيخها له ما في نفسه، فسألها عن السبب؟ فأخبرته أن قدور الرازي، وما عونه كله ذهب وفضة!. فسأله أن يعلمه علم الكيمياء.

فأنكره، فخنقه بوتر «٤» .

ومن كلامه قوله:" الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج [بما تنصه] الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر".

وقوله:" العمر يقصر عن الوقوف على فعل كل نبات في الأرض، فعليك بالأشهر مما أجمع عليه، [ودع الشاذ] ، واقتصر على ما جرّبت".

<<  <  ج: ص:  >  >>