للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم أبصرت غرابا واقعا ... شرّما طار على شرّ شجر «١»

فعارضه مالك فغنّى في أبيات من هذا الشعر: «٢» [الرمل]

وجرت لي ظبية يتبعها ... ليّن الأظلاف من حوّ البقر «٣»

كلّما كفكفت منها عبرة ... فاضت العين بمنهلّ درر

قال: فتلاحيا «٤» جميعا فيما صنعاه من هذين الصوتين، قال كل واحد منهما لصاحبه: أنا أجود صنعة منك، قال: فتنافرا «٥» إلى ابن سريج إلى مكة، فلما قدماها، سألا عنه فأخبرا أنه خرج يتطرّف «٦» بالحناّء في بعض بساتينها، فاقتصا «٧» أثره حتى وقفا عليه وفي يده الحناء، فقالا له: إنا خرجنا إليك من المدينة لتحكم بيننا في صوتين صنعناهما، فقال لهما: ليغنّ كلّ واحد منكما صوته «٨» ، فابتدأ معبد فغنّى لحنه، فقال له: أحسنت والله على سوء اختيارك للشعر، ويحك ما حملك على ما صنعت هذه الصنعة الحسنة في حزن وسهر وهموم وفكر!؟ أربعة ألوان من الحزن في بيت واحد، وفي البيت الثاني شران في مصراع واحد، وهو: «٩»

شرّ ما طار على شرّ الشّجر

<<  <  ج: ص:  >  >>