للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة آلاف درهم، يا شارية مولاة إبراهيم بن المهدي أرضيت؟ قالت نعم، رضيت، والحمد لله على ما أنعم عليّ، وأمرها بالدخول [ص ١٢١] ، وأطعم الشهود وطيبهم وانصرفوا، فما أحسبهم بلغوا دار ابن أبي دواد، حتى دخل علينا عبد الوهاب بن علي فأقرأه السلام من المعتصم، ثم قال له: يقول لك أمير المؤمنين المفترض عليّ طاعتك، وصيانتك من كل ما يعودك، إذ كنت عمي وصنو أبي، وقد رفعت إليّ امرأة في قريش قصة ذكرت فيها أنها من بني زهرة صليبة «١» ، وأنها أم شارية أمتك، وكيف تكون امرأة من قريش أمة، فإن كانت هذه المرأة صادقة في أن شارية ابنتها، وأنها من بني زهرة، فمن المحال أن تكون شارية أمة، والأصلح بك والأشبه اخراج شارية من دارك، وتصيرها عند من تثق به من أهلك، حتى نكشف ما قالته المرأة، وكان في ذلك الحظ الأوفر لك في دينك وحقك، وإن لم يصح لك، أعيدت الجارية إلى منزلك، وقد زال عن نفسك القول الذي لا يليق بك ولا يحسن. فقال له إبراهيم: فديتك، هب شارية بنت زهرة بن كلاب، أتنكر على ابن العباس بن عبد المطلب أن يكون بعلا لها؟ قال: لا، فقال إبراهيم فأبلغ أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، أن شارية حرة، وقد تزوجتها بشهادة جماعة من العدول، وقد كان الشهود بعد منصرفهم من عند إبراهيم، صاروا إلى ابن أبي دواد، فشم رائحة الطيب منهم، فأنكره، فسألهم عنه فأعلموه أنهم حضروا عتق شارية جارية إبراهيم بن المهدي وتزوجه إياها، فركب إلى المعتصم فحدثه الحديث، فقال: ضلّ سعي عبد الوهاب، فلما رآه يمشي في صحن الدار سد المعتصم أنف نفسه، فقال: يا عبد الوهاب إني أشمّ رائحة صوف محرق، وأحسب عمي لم يقنعه ردك [إلا و] «٢» على أذنك صوفة حتى أحرقها، فشممت رائحتها منك، فقال: الأمر على ما ظن أمير المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>